قُل لأَصْحَابِ العُقول

بسم الله الرحمن الرّحيم

*



عَلِمْتُ أن الملائكة على أبواب السّماء تستقبل نائحات الدعاوي , فلا تردها إلا موثّقةً بين أجنحتهم إلى رب العباد .!
وعلمت أن الله بكل شيء عليم , وبينه وبين قارعات الحقوق إملاء وتأخير حتى إن أخذ , كان أخذه أخذ عزيز مقتدر .
وعلمت كيف يكون الإستدراج بلا بيات و والإغفال حد الشتات والأخذ بلا إنفلات .

وعلمت ضيق صدورهم , وبئس معيشتهم , وقلة بركتهم وتوفيقهم , حتى مع سعة الدور والقصور المسلوبه " معنى وماده " - هذا في الحياة -.
وعلمت أنهم في آخراهم شاخصة أبصارهم ومسودة وجوههم أمام لهيب النّيران فيؤخذ من رصيد نجاتهم ويطرح عليهم من سيئات أعمالِ من ظلموهم
فإن لم يوفوا أسقطوا بالنار أبدا إلا أن يشاء الله .
وعلمت أن حقوق الله مرهونة بعفوه الكبير ورحمته الواسعه ,
أما حقوق العباد فمرهونة بين أيديهم , وأي رحمة وعطف وسعة عفو يمتلكوها ..!!

وبعد

ألا يحق لي أن أغتبط إن كنت يوما مظلومه , ضعيفه , جبانه , منسحبة , منكسره , ذليله ,
وحقّي مع الله وكل ما أستُودع عند الله لا يخيب ذرّة واحده .


قل لأصحاب العقول :

لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً
فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم

--